الخميس، 25 ديسمبر 2014

ما أجملها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اجملها
 
دلفت الى محل الملابس النسائية .. ومن ارقى الموديلات واغلاها ثمنا .. انتقت بدلة جديدة .. تناسق في الألوان وجودة في القماش .. حتى البائع اثنى على حسن اختيارها ورقي ذوقها ..
ومن بائع الخردوات والإكسسوارت اقتنت اغلى العطور البارسية واحدث أنواع المكياج
وخرزة صغيرة زرقاء اللون مع سلسلة فضية لتزين عنقها الطويل وتحميها من اعين الحاسدين .. الحقيبة والجوارب اللحمية بلون الحذاء في انسجام تام وذوق رفيع
صحت من النوم مبكرا على غير عادتها .. و قفت لأكثر من ساعة امام المرآة وهي تلف حول نفسها .. فاختيار المكياج المناسب .. لبشرتها الشرقية وشعرها الكستنائي من الصعوبة بمكان .. طال بها التفكير والحيرة .. أخيرا استقر رايها على المكياج الفرعوني
فهو مناسب جدا وبخاصة للعينين يزيدهما اتساعا وجمالا .. ارتدت بدلتها الجديدة .. وانتهت من وضع اللمسات الأخيرة في المكياج والعطر .. والخرزة الزرقاء مع السلسلة الفضية تتدلى على عنقها الطويل
كعروس تزف لعريسها .. في خويلاء مزهوة بنفسها .. انطلقت مسرعة في طريقها الى الجامعة
فاليوم حقا .. سيكون يوم سعدها .. سيتهافت الشباب الجامعي عليها .. كما تتهافت الفراشات البتول على ضوء المصباح 
دخلت الى حرم الجامعة وعينيها ترمقان المارة من شباب الجامعة
ظهر في طريقها شابان احدهما اسمر اللون طويل القامة مفتول العضلات .. وكانه بطل من ابطال المصارعة الحرة
هذا هو فارس الاحلام .. اقترب الشابان منها كثيرا .. وعينا الشاب الوسيم مفتول العضلات مسلطتان عليها .. وكأنهما فوهتا بندقية صيد مصوبتان نحوها .. التفت لصاحبه وقال له
انظر ما اجملها
وانطلقا مبتعدين عنها .. وقفت ابتسمت لهما اخدت نفسا عميقا .. سرى في جسمها ما يشبه دبيب النمل .. وكالفراشة ارادت ان تطير .. مثل هذا الكلام تمنت ان تسمعه منذ زمن
عرف الشاب الوسيم انها سمعت كلامه فعاد وصاحبه ادراجهما متجهين نحوها
انهما يلحقان بها .. وقفت في مكانها و ازداد خفقان قلبها
اقترب الشابان منها حتى كانا معها وجها لوجه وقال لها الشاب الوسيم مفتول العضلات بصوت مسموع :
انني اقصد الخرزة الزرقاء الصغيرة الجميلة ولستي انت .. واكملا طريقهما
لقد وقعت كلماته عليها موقع الصاعقة .. رصاصة اصابت منها مقتلا
وقفت مذهولة مكسورة الخاطر .. اظلمت الدنيا بعينيها .. اخدت نفسا عميقا تنهدت
وبكلتا يديها اقتلعت الخرزة الزرقاء الصغيرة من عنقها .. تفلت عليها و بقوة رمتها على الأرض وبحذائها الجديد داست عليها وسحقتها
وقفلت عائدة الى البيت
____________________________________________
 
مع تحيات
سالم منصور يونس الطبيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق