الأربعاء، 1 أبريل 2015

ابو شوشة وصاحب الشعر المفلفل




أبو شوشة و صاحب الشعر المفلفل
 

كان في العقد الثالث من عمره طويل القامة مفتول العضلات مغرور بقوته معتدا بنفسه يمشي على الأرض مرحا وتبجحا .... يصرع اقرانه يخشاه الجميع فلا احد يقف في وجهه او يجرؤ على اعتراض طريقه .. يختلق المشاكل فلا يكاد يمر يوم من حياته الا وقد تشاجر مع اكثر من شخص ... هوايته المفضلة الصرعة وظلم واهانة من هم اقل منه  قوة وجلدا ... كان لا يتورع عن صفع أي شخص وامام الناس ... متفاخرا بأفعاله الصبيانية تلك ... حليق الراس ما عدا  خصلة من الشعر تعلو ام راسه تعرف بالشوشة او القطاية ... خصلة  شعر في اعلى الراس ... يداعبها دائما بكلتا يديه ينظفها كل يوم بارقى أنواع الشامبوهات ويذهنها بزيت الزيتون .. دائم التبجح بها ويعتقد انها مصدر لقوته وهيبته تتدلى من ام راسه وحتى اسفل كتفيه
وهي أيضا مصدر ضعف .. فاذا ما اردت التغلب على شخص له شوشة .. عليك ان تلف يدك على شوشته (( خصلة الشعر )) وتجدبها بقوة فيستسلم في الحال ويقول لك : ارخي ايدك من شوشتي .. ( أي اتركني لقد استسلمت ))
صاحبنا المغرور بقوته له ام عجوز طيبة ومسالمة تكره المشاكل وتخشى على ابنها من نفسه على نفسه .. فكلما قص عليها حكايات انتصاراته وبطولاته وبانه لا يهزم .. كانت تسدي له النصائح وبان الغرور مقبرة الابطال وان القوة التي منحها الله إياه قد منح اخرين قوة تفوق قوته .. وتذكره بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( ليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ))
وان يوجه قوته لفعل الخير ومساعدة الاخرين وتقول له دائما و قاك الله يا بني غضب صاحب الشعر المفلفل .. فكان يضحك ويقول مستهزئا لقد خرفت العجوز .. انا القوة التي لا تهزم بنية قوية وعضلات مفتولة وقلب شجاع لا يعرف الخوف .. ثم من هو صاحب الشعر المفلفل التي تحذرني العجوز منه .. سأصرعه ولو كان بقوة شمشون
وفي صبيحة احد الأيام ذلف الى مقهى القرية يمشي بخيلاء فاردا ذراعيه ليظهر عضلاته المفتولة ينظر يمينا وشمالا يحدق بالجالسين فردا فردا .. وقع نظره على شاب جالس بمفرده على مائدة يحتسي فنجان القهوة الصباحية اسمر اللون طويل القامة مفتول العضلات هادئ الطباع .. نظر الى راسه تمعن فيه جيدا قال يا لها من مصادفة عجيبة انه هو حقا هو صاحب الشعر المفلفل التي حدثتني عنه العجوز ضحك بمليء فمه وقال لقد وجدت غايتي سأصرعه وامام الجميع ولتذهب نبوءة العجوز الى الجحيم مر بجانبه ودفع الكرسي الجالس عليه الشاب بقوة ... الشاب مفلفل الشعر لم يكترث له ولافتعال المشكلة معه المغرور لماذا تحدق فيا هكذا الا اعجبك .. نظر اليه الشاب مفلفل الشعر ولم ينطق ببنت شفه .. فما كان من المغرور الا ان لطم الشاب المفلفل على وجهه وقال له ردها عليا .. استشاط المفلفل غضبا وسدد لكمة للمغرور جعلته يفقد توازنه و يترنح  قبل ان يستفيق المغرور حمله بين يديه كالريشة والقى به ارضا ووضع رجله على صدره والشرر يتطاير من عينيه ولسانه يردد ماذا افعل بك
اخد المغرور يقهقه بصوت عال ويحدق بالشاب مفلفل الشعر رافعا يديه في استسلام المفلفل قال ما الذي يضحكك أيها الابله
لقد صدقت امي عندما قالت لي وقالك الله يا بني غضب صاحب الشعر المفلفل وها انا قد التقيت بك واغضبتك فعلا
تبسم صاحب الشعر المفلفل وجذبه من يديه ونظر اليه مليا
غادر المغرور المقهى مطأطئ الراس ولسان حاله يقول فعلا القوة ليست حكرا على  احد
والغرور مقبرة الابطال
 
 
____________________________________________________
 
مع تحيات :: سالم منصور يونس الطبيب 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق