الجمعة، 10 يوليو 2015

انتحار القملة "قملان"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 انتحار القملة "قملان"


يحكى في قديم الزمان وسالف العصر والاوان 
 وفي احد جزر واق الواق الواقعة خلف البحار السبعة تعيش قملة وهي حشرة طفيلية تعيش على مص الدماء يطلق عليها اسم قملان
كانت تعيش متطفلة تمتص دم احد الاشخاص منتقلة بحرية ما بين شعر رأسه وبدنه
عندما شعر بوجودها حكى شعر رأسه بقوة فوقعت على الارض
اتخدت لها بيتا صغيرا وعندما ضربها الجوع فارادت ان تعد غدائها وهو عبارة عن حساء . اضرمت النار في الموقد ووضعت البرمة"وهي وعاء لطهي الطعام ". على النار فانتشرت رائحة الحساء في المكان .
كان بالقرب من بيتها الصغير يعيش برغوت طاعن في السن اسمه شيخ البراغيت . شم شيخ البراغيت رائحة الحساء فجاء متطفلا الى بيت القملة قملان .
القى عليها التحية وعيناه ترمقان البرمة والبخار المتصاعد منها والرائحة الزكية التي تملئ المكان . وقف شيخ البراغيت بالقرب من البرمة اقترب اكثر اخد ملعقة واراد ان يتذوق طعم الحساء ... و لكن واسفاه زلت قدمه واختل توازنه فوقع في البرمة غاص في الحساء ولم يستطع الخروج قد قضي عليه
اصيبت قملان بالذهول والحزن الشديد فلم تحرك ساكنا فهي لا تستطيع فعل اي شيء عدا الصراخ ودرف الدموع
سمع حمران وهو حمار يسكن ايضا بالقرب من بيت قملان صراخها وعويلها فجاء مسرعا وسال قملان عم حدث . فاخبرته ان شيخ البراغيت وقع في البرمة وقضي عليه . فغر حمران فاه وانهال ضربا على نفسه متدحرجا على الارض يحك ظهره على الحجارة وجدوع الاشجار الى ان سالت الدماء منه ودبر ظهره . انطلق حمران حزينا الى غدير الماء  ليروي عطشه
عندما وصل حمران الغدير والدماء تسيل من ظهره سأله الغدير من فعل به ذلك . قال الحمار : انا من فعل هذا بنفسه فقملان حزينة كئيبة . فشيخ البراغيت وقع في البرمة وقضي عليه في الحال
الغدير جف من الماء تماما حزنا على شيخ البراغيت واصبحت الارض يابسة متشققة
جاء الراعي يسوق غنمه ليرد الغدير فوجده صفصفا جافا لا ماء فيه . سأل الراعي الغدير ما خطبه بالامس كان مليء بالمياه الصافية . فرد الغدير انظر الى حمران والدماء تسيل منه حزنا على قملان . فشيخ البراغيت وقع في البرمة وقضي عليه في الحال
صرخ الراعي حزنا وكسر عصاه وساق غنمه عائدا بها الى الحضائر
جائت النسوة يحملن الاقداح لحلب الاغنام ويا هول ما وجدن . وجدن جميع الاغنام قد جفت ضروعها وغرزت من الحليب سألن النسوة الراعي ما خطب الاغنام حتى جفت ضروعها من الحليب
فقال الراعي الغدير جف من المياه وحمران تسيل الدماء منه فقملان حزينة اشد الحزن شيخ البراغيت وقع في البرمة وقضي عليه في الحال
النسوة حطمن الاقداح وندبن خدودهن وشققن جيوبهن وعدن الى البيوت يصرخن ويولولنا .
الرجال في حيرة من امرهم يتسائلون ماذا حدث؟ .  النسوة : قملان يكاد ان يقضى عليها من الحزن فشيخ البراغيت وقع في البرمة وقضي عليه في الحال .
الرجال حلقوا رؤوسهم وذقونهم حزنا على شيخ البراغيت . وسمي هذا اليوم بيوم تحلاق اللمم فخلت رؤوسهم وذقونهم من الشعر فغدت ملساء كالبصل واليقطين  لا شعر فيها البتة .
جاء القمل ليضع  بيوضه "الصيبان " في شعر رؤوس الرجال واجسادهم فوجدها صحراء جرداء قاحلة . تسائل القمل واحتار اين سيضع بيوضه وعلى ماذا ستتغدى يرقاته وقد ازيل الشعر من رؤوس الرجال وذقونه . فقيل له ان قملان حزينة فشيخ البراغيت وقع في البرمة وقضي عليه في الحال .
انطلق القمل مسرعا الى بيت القملة قملان لتقديم العزاء والمواساة في المصاب الجلل فوجد قملان قد انتحرت وفارقت الحياة حزنا على شيخ البراغيت
صرخ القمل صرخة اهتزت لها الجبال والبحار وسمع دويها في جميع اصقاع الارض ومنذ ذلك التاريخ تحلاق اللمم اصبحت حشرة القمل في عداد الحشرات المهددة بالانقراض
فعلى علماء الطبيعة وللمحافظة على التوازن الطبيعي ايجاد حل سريع لانقاد هذه الحشرة المهمة وايعادة توطينها في رؤوس وذقون رجال ونساء واطفال سكان العالم الثالث لانهم في حاجة ماسة لمن يمتص دمائهم ....
________________________________________
مع تحيات ..
سالم منصور يونس الطبيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق