الاثنين، 21 نوفمبر 2016

الاخوة الاعداء


الاخوة الأعداء
الخطف على الهوية

انظر الى الأفق البعيد .. ارمي البحر بحصى تتشكل دوائر .. لعبة مسلية اعدتها مرات ومرات حتى مللتها .. سرطان يقفز الى البحر .. ركضت خلفه لامسكه ..اللعنة ايها الشيطان الصغير .. تخيلته يخرج لسانه ضاحكا مني .. تقدم وانزل البحر ان كنت شجاعا حقا انني اتحداك
الامواج عالية تضرب الشاطيء بعنف وريح عاتية .. وانا بين الامواج كريشة في مهب الريح .. اهوي الى القاع فقاقيع الماء تخرج من انفي وفمي وبطني تنتفخ وتنتفخ ويداي مشلولتان عن الحركة .. وكلما صرخت ازداد تدفق الماء الى جوفي .. اصطدمت قدمي بصخرة على الشاطئ ففقت من خيالي وحمدت الله على انه مجرد وهم ..
سفينة تلوح من بعيد تمخر عباب الماء ليتني كنت مهاجرا على متنها الى ارض غير هذه الأرض التي ضاقت علينا بما رحبت .. تقاتلت مدنها وتناحرت واصبح ابناؤها الاخوة الاعداء .. يخطفون .. يسرقون .. يقتلون على الهوية .. ويمارسون الحرابة جهارا نهارا ..
رأسي يؤلمني اعصره بين يدي ادور وادور حول نفسي .. اصداء واصداء .. البحر امامي والشاطئ والفراغ من خلفي
قف .. صوت يأتي من خلفي التفت فاذا بشخص شبه عار وحافي منفوش الشعر ..لا ترى من ملامح وجهه الا ارنبة انفه .. ومعه مجموعة على شاكلته من المجرمين والمنحرفين والفاسدين والخارجين عن القانون .. احدهم يركلني واخر يسبني وثالثا يبسق على وجهي .
ارفع يديك .. فكرت بالهرب .. لا تحاول فانت محاصر ..  من أي المدن انت .. قلت من المدينة سي .. هنا استشاط غضبا وبدأ الزبد يتطاير من شفتيه .. يسب ويلعن ويشتم .. الويل لكم ابناء المدينة سي .. اعتبر نفسك مخطوفا منذ اللحظة .. وسنبلغ مدينتك عن الفدية المناسبة او قطع راسك ..  سر امامي سيكون مصيرك اسود .. كيف تجرأت على الدخول الى المدينة ص .. من ورائك ؟؟ وما المهمة المكلف بها ؟؟ وكم دفع لك ؟؟ الف سؤال وسؤال لا اجابة . من الذين سيدفعون لي ولماذا يدفعون لي وما المهمة المكلف بها ..
انني في حيرة من امري ومرتبك ..  فالشاطئ هذا الطويل الطويل لا فاصل له الرمل نفس الرمل والنخيل يغطي الخلفية والوجوه هي هي واللسان هو والهوية هي .. فقلت بقوة لست غريبا .. انا ليبي الوجه واليد واللسان ..
ضحك حتى انقلب على قفاه وهو يتمرغ كمن اصيب بمس ..
ليبي .. يالها من كلمة سمجة .. لا تقلها مرة اخرى . مدينتك هويتك الحقيقية .. انتفضت وصرخت في وجهه . تكلثتك امك ايها المعتوه .. انا ليبي قح حتى النخاع .
وما ضيع ليبيا الا انت ومن هم على شاكلتك .. القبليون الجهويون الجاهلون المارقون .. دفعني بكلتا يديه وقد على زعيقه كالجمل الهائج .. سيكون مصيرك كسابقيك .. اما الفدية او التعذيب حتى الموت .. سرت امامه والف صورة وصورة تتراقص امام عيني .
وانا اردد .. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
رب اجعل هذا بلدا امنا
وسرت امامه الى المجهول
_________________________________________________
مع تحيات
سالم منصور يونس الطبيب .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق