سهرة ليبية
يا لها من ليلة سمر رائعة عندما يجتمع ابي وامي بجدي وجدتي
يحكون عن خرافة ام بسيسي وذيل الفار والفتاة حمقونة والغول وابن السلطان
عن حكم الاتراك والطليان , وعهد ادريس والقذافي .
عن انعدام الامن والسيولة وانقطاع والكهرباء والماء وطوابير الوقود وغلاء المعيشة .
يقولون ما يحدث الان شيء لا يصدقه العقل , من نهب وسلب وخطف وقتل .
عصابة من شداد الافاق تكالبت علينا , من الشرق والغرب , جندوا لدمار الوطن وتخريب نسيجه الاجتماعي ونهب خيراته , انسلخوا عن هويتهم تربوا في حضن الاستعمار .
فجأة يلعلع صوت البارود ويدوي صوت انفجار فتهتز جدران البيت وتسطفق ابوابه ونوافذه .
يصرخ جدي في وجهي عليا ببندقة ابي صوان , لأدب هؤلاء المستهترين .
قلت يا جدي هذا زمان الهوزر والبيكيتي والاربي جي والدراجنوف , ما عاد لبندقيتك مكان عدا تحفة تعلق على الجدران وذكرى من مجاهد ذاذ عن حياض الوطن وقارع الاستعمار لقد ولى زمانها يا جدي وغار .
اغرورقت عيني جدي بالدموع وقال : " ليتني لم اعش لأرى أبناء الوطن الواحد يقتتلون .. مطية للاستعمار ينفذون اجندته ويجيسون خرابا خلال الديار , اللعنة .. عبيد للأجانب هم .. ولكن على بني عمومتهم اسود "
شخص بصره وارتخت يداه صارتا ببرودة الثلج وغاب عن الوعي ..
ناديته بأعلى صوتي جدي جدي , لا جواب غير الأصداء تتردد عبر جدران البيت
رحم الله جدي واحسن مثواه .
_________________________________________________
مع تحيات
سالم منصور يونس الطبيب
سالم منصور يونس الطبيب