الخميس، 30 نوفمبر 2017

رعب في قاع الوادي

رعب في قاع الوادي
من سوء حظك ان تعلق ذات مساء في قاع واد ضيق عميق مليء بالأخاديد والاوحال والاشواك والصخور , جرفته السيول منذ الاف السنين , هار مرعب .. الاشواك والصخور تدمي قدميك وتمزق ثيابك . فستنقطع عن الاتصال بالعالم الفوقي فأنت بباطن الأرض .. ربما كنت وجها لوجه مع احدى الضباع او الذئاب الجائعة  فتسمع فحيح الافاعي وطقطقة اجراسها .. تزداد نبضات قلبك ويتصبب العرق من جميع أجزاء جسمك , ويتشوش تفكيرك .. أصوات واصوات تتجاذب بداخلك , تلتفت يمنة ويسرة والى الخلف . شيء ما يطاردك , يكاد ان يمسك بك . تسرع الخطى تتعثر تقع تنهض . ستلتهمك غيلان الوادي . .. تصرخ لا فلا احد يسمعك عدا صدى صوتك المبحوح المتقطع يتردد عبر جنبات الوادي ... ستعيش لحظات الخوف والرعب الحقيقي . .. واذا ما ادركك الليل وانت بقاع الوادي , ستتحسس طريقك في الظلمة , تتكور على نفسك في احدى زوايا الوادي , ترتجف من الخوف والبرد وسيبلغ قلبك حنجرتك وتزلزل زلزالا شديدا , تصطفق اسنانك وتنفخ في يديك وستشعر بهواء ساخن يجتاح كيانك كأنه خارج من فم تنين . وستبلل ملابسك الداخلية .. تتناهى الى سمعك أصوات و خشخشات لا تروق لك , كبندول الساعة تتحرك مقلتيك داخل محجر عينيك , وعشرات الاشباح تتراقص امام ناظريك وتدور و تدور في مخيلتك . وربما انهمر المطر فتجرفك السيول وتطمرك الاوحال , وتبقى نسيا منسيا , الى ان يعتر على هيكلك العظمي بعد مئات السنين . ويطلقون عليك مومياء الوادي . وساعتها تتمنى ان يكون لك جناحين تحلق بهما كطائر مبتعدا عن هذا المكان المرعب .. ولا يخلصك من هذا الكابوس الا بزوغ الشمس . سترفع يديك الى السماء البعيدة وترتسم ابتسامة عريضة على شفتيك وتنطلق كالسهم لا تلوي على شيء .
_______________________________________________________
مع تحيات
سالم منصور يونس الطبيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق