السبت، 28 فبراير 2015

شبح الارهاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
 
 
 
شبح الإرهاب
 
الملهى الليلي (( النجوم الراقصة ))
مكتظ بالرواد .. خمس فتيات يقهقهن ويثرثرن  .. مخمور يلقي بفكاهاته السمجة .. والنادل الصغير منصرف الى تلبية رغبات الزبائن .. صخب وضوضاء تختلط بموسيقى الجاز الصاخبة التي تنبعث من مذياع الحانة واضاءة بعشرات الألوان تظهر وتختفي
رائحة الخمر والدخان تملئان المكان وتمتزجان بكل شيء ...
شاب طويل القامة غائر العينين شاحب الوجه .. يجلس وحيدا على مائدة شرقي الملامح يبدو حزينا حتى الموت يحتسي الجعة لقد شرب حتى الثمالة
وقف رافعا اخر زجاجة جعة امامه ودلف بها الى فيه في دفعة واحدة .. وصاح في النادل المزيد من زجاجات الخمر
تلكأ النادل وانصرف الى تلبية طلبات زبون اخر
اشطاط الشاب غضبا .. الم تسمعني فقال النادل كفاك اليوم لقد شربت ما فيه الكفاية تبدو ثملا
هنا وقعت الواقعة .. دفع الشاب الطاولة بكلتا يديه تناثرت زجاجات الخمر الفارغة على الأرض .. وصاح في النادل اتحاسبني .. بنقودي اشرب ما اريد وكم اريد .. ارتعب النادل وصاح في صبيان الملهى :(( البودي قارد ))
هرعوا اليه اجسام ضخمة وسواعد مفتولة كأنهم  من ابطال  المصارعة الحرة
اوسعوه رفسا وضربا ولكما .. مزقوا ثيابه
فرد عليهم الشاب فاسقط احدهم ودفع بالأخر بعيدا عنه
ومن هاتفه الخلوي النادل اتصل بالشرطة (( النجدة )) .. إرهابي من الشرق عات فسادا في ملهى النجوم الراقصة .. بدورها الشرطة اتصلت بوكالات الانباء والصحف والاذاعات .. لنقل الحدث مباشرة
تقاطرت الإذاعات والصحفيون بالمئات على ملهى النجوم الراقصة
الكل بدا يدلي بدلوه .. تصدر الخبر الصفحات الأولى من الجرائد اليومية ونشرات الاخبار في الاذاعتين وأيضا في وسائل التواصل الاجتماعي في الشرق والغرب
وصدرت الاخبار كالتالي :: إرهابي يفجر ملهى النجوم الراقصة
ملهى النجوم الراقصة يحترق بالكامل
إرهابي من الشرق يفجر نفسه في ملهى ليلي
الشرق مصدر للإرهاب
احذروا الإرهاب
انقذوا الغرب من إرهابي الشرق
على مجلس الامن وضع دولة الشاب الإرهابي تحت الفصل السابع
وهكذا هو حال الاعلام والإعلاميين الذين لا يحترمون مهنة الاعلام السامية والنبيلة ولا يتحرون المصداقية .. من اجل السبق الصحفي يكتبون عن أشياء لا تمت للواقع بصلة
محض خيال .. ومن بنات أفكارهم .. فيصنعون من الحبة قبة .. ومن الحصى جبلا .. ومن قطرة الماء نهرا .. وهكذا يزرعون في عقول الناس حالة من الخوف الدائم ومن الإرهاب شبحا يتربص بهم في كل مكان
اقتيد الشاب الى مركز الشرطة مكبل اليدين ممزق الثياب يجرجر قدميه واثار اللكمات بصمات تلوح على وجهه وعينيه والمئات من فلاشات كمرات الصحفيين تنعكس على وجهه المتورم .
 
_____________________________________--
 
 
مع تحيات
سالم منصور يونس الطبيب 

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

على هامش الحياة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

على هامش الحياة
 
 

تحلق افراد الاسرة المكونة من الاب والام وستة  من البنين والبنات حول موقد النار
لتدفئة أجسادهم المرتعشة من البرد .. آه قالها الاب بحرقة ما اوصلنا الى هذه الحالة الانقطاع المتكرر للكهرباء ولساعات طويلة
حرك جمرات الموقد بعود خشبي بيده .. تطايرت شرارة من الموقد فلسعت يد ابنه الأصغر .. قفز من مكانه وتأوه ... اخد الاب لعابه على سبابته ومسح به مكان اللسعة
واستطرد
لقد عشت مراحل عمري في الظل وعلى هامش الحياة
طفولة بائسة .. اركض وراء غنيماتنا القليلة العجفاء .. اشعت الراس حافي القدمين .. ارتدي قميص بال اكل عليه الدهر وشرب .. وبيدي قطعة جافة من خبز امي الأسمر .. واذا ما نزل المطر تراني ابحث عن الكمى والفطر وما يؤكل من الخضروات والفواكه البرية .. والج الكهوف والمغارات واتسلق الجبال والأشجار بحثا عن اعشاش الطيور والحمائم للسطو على بيضها وفراخها فالجوع كما يقولون كافر
الاب يخرج من البيت مع طلوع الفجر ولا يعود الا في منتصف الليل وفي بعض الأحيان لا يعود الا بعد أسبوع او اكثر .. يكد ويتعب مقابل دريهمات قليلة لا تكفي لإعالة اسرة صغيرة تعيش تحت خط الفقر او لشراء ابسط متطلبات الحياة الضرورية صابرا محتسبا من اجل لقمة العيش المغموسة في الدم والعرق
هي الأخرى الام تعمل في شؤون البيت فمن جلب الماء من الصهاريج والغدران البعيدة الى جمع الحطب في زمهرير الشتاء وحر الصيف .. حافية القدين ترتدي رداء مهلهلا حارمه نفسها من كل شيء .. فيا له من زمن قاس اقسى من الحجارة بل اشد قسوة
الفقر سيده .. والجهل معلمه .. والمرض عنوانه
وكانت المرحة الثانية من عمري التعيس .. مرحلة مليئة من الإيجابيات والسلبيات .. انتقلنا من المجتمع الريفي الرعوي البعيد عن صخب الحياة الى المجتمع المدني ..
اصبحنا كالغراب الذي أراد ان يقلد طائر الحجل في مشيته فنسي مشيته فصار يقفز قفزا .. او كالببغاوات نقلد اهل الحضر بعقليتنا الريفية في أسلوب حياتهم .. فتهنا في عالما اختزل الوطن في شخصية الرجل الأول
انها مرحلة السلاح وحروب لا طائل من ورائها .. كحرب مصر .. تشاد ..اوغندا .. الغارة .. الحصار ... عشنا حياة الضنك والمستقبل المجهول طوابير طويلة امام الجمعيات الاستهلاكية المقيتة .. فيا لها من مرحلة كثرت فيها الاراجيف والوعود الزائفة ... كتوزيع الثروة .. واعالة الاسر الكبيرة .. وماذا يريد الشباب .. فعلا (( فأما الزبد فيذهب جفاء ))
وها نحن نعيش المرحلة الثالثة فطبيعة الانسان حبه للتغيير لعل فيه ما يحقق أحلامه .. وبخاصة الشباب الذين عانو التهميش والبطالة وعدم الاهتمام بمشاكلهم الكثيرة المزمنة .. فاحزموا حقائبهم وشدوا  الرحال  .. فوطئت اقدامهم بلدانا لم يحلموا في يوم من الأيام السفر اليها .. فتاهوا في مطارات العالم يلهثون وراء المستقبل المجهول ..
وكانت ثورة السابع عشر من فبراير
التحم بها الشباب ..وهللوا لها يدفعهم حلمهم الكبير في ان يحسنوا من ظروف معيشتهم وان يعيشوا الحياة بكل معانيها وان يلحقوا بركب الأمم الأخرى .. فكانوا كالغريق الذي يتشبث بقشة ولكن الأمواج العاتية ابت الا ان تقذف بهم الى المجهول مرة أخرى
تداعت علينا الأمم كتداعي الاكلة على قصعتها .. تقاتل اخوة الامس وتفرقوا شيعا واحزابا .. كتائبا ومجموعات متناحرة ما انزل الله بها من سلطان ..
فالهرج والمرج والسرقة والخطف والقتل .. من قبل اشخاص كالأشباح لم يكشف احد عن هويتهم
اكتبوا عني يا ابنائي :: لقد عشت على هامش الحياة .. من اجلكم تشبثت بحياة لا طعم لها .. اكد واتعب .. رغم ان الله تعالى حبى بلادنا بثروات تحسدنا عليها الكثير من دول العالم .. عشنا فقراء .. والملايين تحت اقدامنا وفي خزائن البنوك
فكنا بحق كالمارد لذي يكلف بحراسة الكنز الى ان يأتي من يأخذه فيرحل
عشنا المراحل الثلاث .. تحت سياط الجلادين ومصاصي الدماء والمرتشيين والسماسرة .. من أبناء جلدتنا الذين لا يفكرون برؤوسهم كباقي البشر
قد تكون سلبيتنا هي التي اوصلتنا لهذا .. او ربما حلمنا بحياة افضل في المستقبل .. تشبتنا بالحياة فجاءنا الموت من حيث لا ندري .. فعلينا اعمال رؤوسنا ولو لمرة واحدة
اننا لم نخسر المعركة بعد ولا زالت بارقة امل تلوح في الأفق .. فلنجعل من ثورة فبراير مرحلة التصالح ونبذا للخلافات ونزيل ما تراكم على ادمغتنا المعطلة
فنبني وطنا خاليا من كل مظاهر العنف .. ونشبك أيدينا اخوة متحابين فوق الأرض وتحت الشمس  .. فالوطن يسع الجميع ^^
فمتى تقترب الشمس من رؤوسنا فتذيب ما تراكم
عليها من جليد متى ؟
_________________________________________-
مع تحيات
سالم منصور يونس الطبيب
 

السبت، 14 فبراير 2015

رسالة خالدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

رسالة خالدة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
غرة ربيع الثاني لعام 1436
الزميل الأستاذ :...
تحية الإخلاص والوفاء
على هذه الدجاجة الصغيرة ارسم لك حروف كلماتي سائلا الله التوفيق والسداد لك ولمن بطرفك
 
املا لك مزيدا من النشاط وحياة ترفل فيها بالتوفيق وتشعر فيها بالغبطة والسرور
في ظل توفيق الله لك
وفي العلم اراء وارواح وفي الجسوم رسوم زائلة
صديقي ::
ان فرق الزمن بيننا وحد التذكار والف بين ارواحنا وقلوبنا
ودمت صحيح الجسم معافي في ظل أداء واجبك
واحترامي لشخصك النبيل
 
من طرف صديقك سالم منصور الطبيب
___________________________________
مع تحيات :: سالم منصور يونس الطبيب

الخميس، 5 فبراير 2015

ايحاء وليل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ايحاء وليل
 
السكون يدب .. الليل والصموت .. جذران الحجرة تعكس اضواءها في خفوت .. فكر يستوحى ويستلهم التعبير .. قلم مطيع يتحرك بحركة ساحرة .. يشاركني في اظهار وتوضيح الفكرة التي تنتقل بي الى الفكرة الأخرى الى حلقات مترابطة من التعبير على مقربة من رفع النهار لأجنحة الظلام المخيم ..
سطور اخطها لك بقلمي .. من أعماق فؤادي لتشاطرك وقتك .. لتجعل لك مقياسا من التمييز الأكثر بين الغث والسمين .. بين الحركة والسكون .. بين تمييز الأشياء من معقولاتها الى محسوساتها .. ألا وهي الذكرى
 
نحن عشاقها ودائما يصبو الانسان لها مهما كانت .
فيا صديقي (..) و يا صحبة القلم مني : النقود شيء بخس لا تؤلف ولا تربط بين القلوب .. والقلم والارواح تتآلف على الفهم والعلم .. والآراء هي جزء من الأرواح .
 
أقول ذلك وليست راهبا ولا متنسكا .. وانما لكل لحظة في حياة كل انسان صدا ومدى لا يشعر به احد سوى من يعيش في قرارة نفسه هو فحسب .
 
فالأنسان : عالم كبير وان كان الكثير من الناس يرونه بأعينهم فردا واحدا .. لا .. فالإنسان دنيا واسعة يعلمها خالقها ومقدرها ومسيرها هو الله اكبر .
___________________________________
 
مع تحيات :: سالم منصور الطبيب