السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شبح الإرهاب
الملهى الليلي (( النجوم الراقصة ))
مكتظ بالرواد .. خمس فتيات يقهقهن ويثرثرن .. مخمور يلقي بفكاهاته السمجة .. والنادل الصغير منصرف الى تلبية رغبات الزبائن .. صخب وضوضاء تختلط بموسيقى الجاز الصاخبة التي تنبعث من مذياع الحانة واضاءة بعشرات الألوان تظهر وتختفي
رائحة الخمر والدخان تملئان المكان وتمتزجان بكل شيء ...
شاب طويل القامة غائر العينين شاحب الوجه .. يجلس وحيدا على مائدة شرقي الملامح يبدو حزينا حتى الموت يحتسي الجعة لقد شرب حتى الثمالة
وقف رافعا اخر زجاجة جعة امامه ودلف بها الى فيه في دفعة واحدة .. وصاح في النادل المزيد من زجاجات الخمر
تلكأ النادل وانصرف الى تلبية طلبات زبون اخر
اشطاط الشاب غضبا .. الم تسمعني فقال النادل كفاك اليوم لقد شربت ما فيه الكفاية تبدو ثملا
هنا وقعت الواقعة .. دفع الشاب الطاولة بكلتا يديه تناثرت زجاجات الخمر الفارغة على الأرض .. وصاح في النادل اتحاسبني .. بنقودي اشرب ما اريد وكم اريد .. ارتعب النادل وصاح في صبيان الملهى :(( البودي قارد ))
هرعوا اليه اجسام ضخمة وسواعد مفتولة كأنهم من ابطال المصارعة الحرة
اوسعوه رفسا وضربا ولكما .. مزقوا ثيابه
فرد عليهم الشاب فاسقط احدهم ودفع بالأخر بعيدا عنه
ومن هاتفه الخلوي النادل اتصل بالشرطة (( النجدة )) .. إرهابي من الشرق عات فسادا في ملهى النجوم الراقصة .. بدورها الشرطة اتصلت بوكالات الانباء والصحف والاذاعات .. لنقل الحدث مباشرة
تقاطرت الإذاعات والصحفيون بالمئات على ملهى النجوم الراقصة
الكل بدا يدلي بدلوه .. تصدر الخبر الصفحات الأولى من الجرائد اليومية ونشرات الاخبار في الاذاعتين وأيضا في وسائل التواصل الاجتماعي في الشرق والغرب
وصدرت الاخبار كالتالي :: إرهابي يفجر ملهى النجوم الراقصة
ملهى النجوم الراقصة يحترق بالكامل
إرهابي من الشرق يفجر نفسه في ملهى ليلي
الشرق مصدر للإرهاب
احذروا الإرهاب
انقذوا الغرب من إرهابي الشرق
على مجلس الامن وضع دولة الشاب الإرهابي تحت الفصل السابع
وهكذا هو حال الاعلام والإعلاميين الذين لا يحترمون مهنة الاعلام السامية والنبيلة ولا يتحرون المصداقية .. من اجل السبق الصحفي يكتبون عن أشياء لا تمت للواقع بصلة
محض خيال .. ومن بنات أفكارهم .. فيصنعون من الحبة قبة .. ومن الحصى جبلا .. ومن قطرة الماء نهرا .. وهكذا يزرعون في عقول الناس حالة من الخوف الدائم ومن الإرهاب شبحا يتربص بهم في كل مكان
اقتيد الشاب الى مركز الشرطة مكبل اليدين ممزق الثياب يجرجر قدميه واثار اللكمات بصمات تلوح على وجهه وعينيه والمئات من فلاشات كمرات الصحفيين تنعكس على وجهه المتورم .
_____________________________________--
مع تحيات
سالم منصور يونس الطبيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق